خواطر رحمانية
واحة يوميّة متجدّدة
إنّ إخلاء القلب من غير الله من أجل الفوز ونيل الكرامة بهبة حبّ الله , غاية صعبة المنال وطريق شاقة ، تكتنفها الكثير من الصعاب والعقبات ، لأنها أشرف الغايات وأرقى الدرجات وغاية الطموحات :
{ وأنّ إلى ربّك المنتهى }النجم (آية:42) .
بمعنى أن يهب المؤمن نفسه وحياته لله ، بحيث تكون جميع تَوجّهاته وفق مرضات الله ، وقد يظن البعض أنّ هذا التوجّه يُبطّن نيّة التوجّه من أجل الثواب وإنما بشكل متحايل ، ولكن الواقع غير ذلك ، فالغاية والدوافع هنا يمكن أن تختلف عند البعض ،حيث يمكن أن يكون الدافع هو الاقتناع التام بأنّ الله هو المالك الحقّ وكل ما يفرضه علينا هو لتربيتنا أحسن تربية ، وذلك لعلمه بطبيعة نفوسنا وتركيبتها وما يُصلحها وما يُفسدها , كما يمكن أن يكون الدافع هو التسليم للعظمة الإلهية والقدرة اللا محدودة ، كما يمكن أن يكون الدافع هو الاعتصام بصاحب الشريعة الحقّة هرباً من الأوضاع الفاسدة والبيئة السيّئة وخوفاً مِن الضَياع أو الانحراف أو تَوَجُّب العقاب ، هذا بالنسبة لبعض الدوافع .
وأما بالنسبة للغاية فمِن المُمكن أن تكون زرع محبّة الله في النفس هذه الجوهرة النفيسة ، كما يمكن أن تكون المصاحَبة والمؤانَسة كما حصل مع خليل الله عليه السلام ، ولا أظن أن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام كان لديه أقل من هذا التوجه ، وأقل مِن عظيم المحبّة لله عزّ وجلّ :
{ والذينَ آمنوا أشّدًُّ حُبّاً للّهِ }البقرة :165
والحمد لله ربّ العالَمين